يمكن وصف شخص بالبدانة عندما تتكون نسبة 30% من كتلة أنسجة الجسم من الدهون. ومع تزايد أعداد الأشخاص اللذين يعانون من السمنة وزيادة الوزن سنويا، المزيد من الأبحاث أصبحت تهتم بإستكشاف مخاطر وتأثير السمنة على الصحة العامة. وقد ارتبطت السمنة بالعديد من المشكلات الصحية مثل مرض السكري، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع ضغط الدم، وأيضا العقم. وفي السنوات الأخيرة، اكتسبت العلاقة ما بين نمط الحياة المتبع، الوزن، أسلوب التغذية والعقم اهتماما كبيرًا.
كيف يؤثر الوزن على الخصوبة؟
يتمّ إفراز هرمون الاستروجين داخل الجسم من مصدرين، وهما المبايض والغدة الكظرية. تفرز المبايض الإستروجين بكميات محددة إعتمادًا على مرحلة دورة الحيض. أما الغدة الكظرية فتفرز مادة تسمى "اندروستينيديون". تقوم الخلايا الدهنية بتحويل هرمون الاندروستينيديون لنوع من الإستروجين يسمى بالإسترون. لذلك، ففي حالة زيادة الوزن المفرطة أو المعاناة من السمنة، إن زيادة إفراز الإستروجين داخل الجسم نتيجة عملية تحول الاندروستينيديون تؤثر على وظيفة المبايض بشكل أساسي، مما يتسبب في اختلال دورة التبويض الطبيعية ويؤدي لحدوث العقم.
كيف تحددين ما إذا كان وزنك يؤثر على مستوى الخصوبة لديك؟
إن كانت الدورة الشهرية لديك منتظمة، إذا، فإن معدل التبويض لديك منتظم. أما إن كانت الدورة الشهرية لديك غير منتظمة، فمن المؤكد أن عملية التبويض لديك غير منتظمة أيضا. والسبب الرئيسي وراء عدم انتظام الدورة الشهرية هو متلازمة تكيس المبيض (PCOS). والسمنة أو زيادة الوزن بشكل مستمر هي سمة مشتركة بين السيدات اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبيض، وتظل هي أكثر الأسباب شيوعًا للعقم عند النساء. فالمرأة التي تعاني من متلازمة تكيس المبيض يكون لديها العديد من الخراجات في المبيضين، مما يتسبب في إنتاج كميات كبيرة من الإندروجين والإستروجين. وهذا ما يمنع إتمام عملية التبويض بشكل طبيعي، مما يتسبب في العقم.
ما هي مخاطر زيادة الوزن المفرطة على الخصوبة؟
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة خطر الإصابة بالعقم.
- تضاؤل نسبة نجاح علاجات الخصوبة.
- زيادة فرص حدوث الإجهاض.
وبالإضافة إلى تلك المشكلات الصحية، فإن السمنة أيضا تزيد من فرص إرتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري خلال الحمل.
ما الذي يمكن عمله لزيادة نسبة الخصوبة عند النساء اللواتي يعانين من السمنة؟
أظهرت بعض الدراسات أن المرأة التي تعاني من السمنة تكون استجابتها لأدوية وعلاجات الخصوبة منخفضة. ويحدث هذا بسبب الوزن الزائد الذي يعيق امتصاص تلك الأدوية. وبعض عيادات التلقيح الصناعي ترفض علاج حالات السمنة المفرطة إلا بعد خسارة بعض الوزن.
وهو ليس بأمر بسيط أن تحاول المرأة التي تعاني من السمنة خسارة بعض الوزن لعلاج مشكلات العقم، فالسمنة والعقم أمرين لا يختار الإنسان أن يصاب بهما. نهج العلاج المتعدد التخصصات قد يكون خيارًا ناجحًا في تلك الحالة. لكن لابد من التركيز أيضًا على تغيير بعض العادات في نمط الحياة اليومي، واتباع العادات الغذائية الصحية، ممارسة التمرينات الرياضية وغيرها من السلوكيات الصحية التي لابد من الحفاظ عليها خلال اليوم.
ومع تعديل العديد من تلك العادات التي تساهم في خسارة الوزن، تزداد فرص حدوث الحمل بالنسبة للمرأة التي تعاني من السمنة، مما يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة أيضًا.