فترة الحمل بحلوها ومرّها من أجمل الفترات التي تعيشها السيدة في حياتها. وعلى الرغم من بعض العوارض التي تشعر بها الحامل والتي تتراوح شدتها بين العوارض البسيطة والعوارض الشديدة، تبقى مشاكل الغثيان والتقيؤ والحرقة الأكثر شيوعاً...
إلا أن هذه العوارض قد تصاب بها أي سيدة بغض النظر ما إذا كانت حامل أم لا.. دعونا نتعرف من خلال هذه المقابلة مع الدكتورة دينا زيعور عزالدين – الإختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي، على بعض هذه مشاكل الجهاز الهضمي أنثاء الحمل وكيفية تفاديها ومعالجتها.
متى تبدأ مشاكل الجهاز الهضمي عند الحامل، وما أبرز هذه المشاكل؟
تبدأ مشاكل الجهاز الهضمي من الشهر الأول للحمل. والسبب يعود الى التغيير الذي يطال هورمونات الحمل ولا سيما الأستروجين والبروجستيرون. ففي الفصل الأول من الحمل أي خلال الثلاثة أشهر الاولى، تزيد نسبة النساء اللواتي يعانيين من الحرقة. والحرقة سببها تغيّر الهورمونات التي تسبب إرتخاء العضلة ما بين المريء والمعدة والتي نسميها " السدّاد" . هذا السدّاد يمنع الأسيد أو الحمض من التوجه الى الاعلى. لذا تشعر المرأة الحامل بإرتداد الحمض الى المريء الأمر الذي يسبب لها أيضاً الغثيان.
هذا الغثيان التي تشعر به معظم الحوامل سببه إرتداد الحمض أم هو عارض بحد ذاته؟
جزء من أسباب الغثيان هو إرتداد الحمض وليس جميعها. أسباب الغثيان عند الحامل عديدة، منها تتعلق بهورمون الحمل ACG الذي تؤشر نسب إرتفاعه بالدم الى وجود الحمل. كذلك معظم الحوامل تزيد لديهن حاسة الشم لإسباب نجهلها طبياً. ومن المؤكد كلما زادت هذه الحاسة كلما زاد الغثيان. وخلال الحمل المتقدم أي خلال الفصل الثاني أو الثالث تزيد أيضاً نسبة الغثيان بسبب كبر الرحم وصغر حجم المعدة، فكلما تناولت الحامل وجبة الطعام تشعر بالنفخة، وبالتالي يزيد الإحساس بالغثيان.
هل من مشاكل في الجهاز الهضمي ممكن أن تلحظها الحامل في مراحل الحمل المتقدمة ، أي في الفصل الثاني أو الثالث من الحمل؟
باستثناء الـReflux والغثيان، أكثر ما تشكو منه الحوامل هو الإمساك. وسبب الإمساك يعود إلى أن المعدة كما ذكرنا تصغر والمساحة داخل البطن تصغر الامر الذي يعيق حركة الأمعاء. والسبب الثاني هو هورمونات الحمل.
لا بد من الإشارة هنا أن في بعض الحالات تشعر الحامل بالإسهال أيضاً ولكن هذا يحصل قليلاً. وفي الأشهر المتقدمة من الحمل تزيد نسبة الحصى بالمرارة لأن هورمونات الحمل تجعل العصارة المرارية مستعدة لتكوين الحصى بشكل أسرع.
كذلك تعاني الحوامل من الإصابة بالبواسير، وذلك بسبب الضغط على المخرج بحيث تنتفخ شرايين المخرج المعروفة بالبواسير سواء البواسير الداخلية أم البواسير الخارجية.
متى يحين موعد التدخل الطبي لمعالجة هذه المشاكل؟
إذا كانت الحامل تعاني من مشكلة إرتداد الحمض لا مشكلة لدينا بإعطائها بعض الأدوية التي تساعدها على التخلص من المشكلة منذ الشهر الاول للحمل. نفضّل بطبيعة الحال عدم الإكثار من تناول الأدوية ولكنني أطمأن إلى أن معظم أدوية الـ Reflux سليمة ولا عوارض جانبية لها سواء على الحامل أوعلى الجنين. أما الحامل التي تعاني من الغثيان والتقيؤ فنفضّل إعطاءها هذه الأدوية كي لا تخسر ماء من جسمها وكي لا تخسر وزن أيضاً.
وفيما يختص بالإمساك نشجعها بداية على الإكثار من شرب السوائل وخاصة المياه، وتناول الألياف بكثرة. ونحثّها على ممارسة رياضة المشي. ولكن إذا لم تجدي هذه النصائح نفعاً فنعطيها أدوية مسهّلة معظمها آمن على الأم وعلى الجنين.
أما فيما يتعلق بالحصى بالمرارة فننصح الأم من عدم إكتساب وزن زائد وعدم الإكثار من تناول الدهون لأن البدانة جزة من أسباب تكوين الحصى والمأكولات الدسمة تحرّك المرارة عادة.
أما لحلّ مشكلة البواسير، فننصح الحامل بتجنب الإصابة بالإمساك، لأن الضغط على المخرج يزيد من إحتمال الإصابة بالبواسير.
هل من خطوات يجب أن تقوم بها الحامل للتخفيف من حدة هذه العوارض في الجهاز الهضمي مجتمعة وماذا تنصحين؟
الخطوات التي أنصح بها تنطبق على الحوامل وعلى غير الحوامل اللواتي يعانين من هذه المشاكل في الجهاز الهضمي من حيث:
- تجنب التدخين بالدرجة الاولى والكافيين أيضًا.
- تناول وجبات صغيرة مقسمة عادة على ست مراحل مع 2 سناك.
- تجنب الحوامض والأسيد وبعض أنواع العصائر، كعصير الليمون وعصير الطماطم.
- تجنب البصل والثوم والنعنع لأنها ترخي العضلة في آخر المريء وبالنتالي تزيد الحرقة.
- تجنب الشوكولا والزيوت والمقالي.
- عدم تناول الطعام قبل النوم بأربع ساعات.
- عند ساعات الصباح يمكن للحامل أن تتناول قطعة من البسكويت المالح التي من الممكن أن تخفف عنها الإحساس بالغثيان.