دائما ما تعاني المرأة خلال فترة الحمل من الشعور بالخوف حول ما إذا كان التوتر والضغط العصبى الناتج عن الحمل يؤثر على جنينها وخاصة في الشهر السابع من الحمل. والخوف أيضًا من أن يتسبب توتر الحمل في تعريض الجنين لمشكلات الولادة مثل قلة الوزن أو التشوهات أو غيرها من المخاطر.
وقد أجرت الكاتبة أماندا شافر بعض الأبحاث عن تأثير التوتر خلال فترة الحمل على تكوين الجنين. فكانت النتيجة على غير المتوقع، فالتوتر لا يؤثر على تكوين الجنين بشكل ضار. ولكن الدراسة تضمنت فقط أشكال التوتر والقلق الطبيعى وليس القلق المرضي. مما قد يجعل بعض النساء يشعرن بالراحة وعدم الخوف من أثر التوتر خلال فترة الحمل.
وقد استعانت شافر بدراسة دانمركية أجريت على مجموعة من 82,000 امرأة، وقد تبين أن النساء اللواتي يعانين من الضغط العصبى والتوتر خلال فترة الحمل، يمكنهنّ أن يلدن مبكرا بمعدل متوسط مدة يومين قبل غيرهنّ ممن لم يعانين من التوتر. يومان فقط هو كل ما قد تعانيه المرأة بسبب التوتر مما لا يستدعي كل هذا الخوف حول فكرة تعرض الجنين للتشوهات من جراء التوتر خلال فترة الحمل.
وتشير الأدلة إلى أن المستويات المعتدلة من التوتر والقلق لا تؤثر على نمو الجنين العقلى أو البدني بأي شكل. بل على العكس، فإن توتر الأم قليلا خلال فترة الحمل قد يتسبب في نمو الأطفال أسرع قليلا. ولكن هذا لا يعني ألا تحظى المرأة التي تعاني من التوتر والقلق ببعض الرعاية، بل ينبغي على المرأة خلال فترة الحمل أن تحصل على الدعم الكامل كي تشعر بالراحة النفسية وليس فقط لحماية الجنين من التعرض لأي أذى.
وتؤكد الدراسة أن التعرض للقلق المعتدل خلال فترة الحمل لا يعيق نمو الجنين، بل على العكس قد يسرع من نموه قليلا. وقد سجلت بعض الدراسات أن الأم التي تعاني من التوتر خلال الحمل، تتمتع بجنين نشط كثير الحركة داخل الرحم مما يدل على النمو الطبيعي للطفل. وقد أثبتت دراسة أخرى أنه عند تعرض الأم للقلق والتوتر خلال الحمل، يرسل الأطفال بعد الولادة إشارات كهربية أسرع من العصب الأذني إلى المخ وهي أيضا علامة من علامات النمو الجيد. وأيضا هناك دراسة أخرى على الأطفال في عمر العامين ممن اختبرت والدتهنّ القلق خلال الحمل، فقد سجلوا نتائج قياسية عند قياس معدل نمو الطفل.
وعلى الرغم من أن التوتر خلال فترة الحمل قد لا يتسبب فى أي ضرر للجنين، إلا أنه لا ينبغي على الأم الحامل أن تتعرض للكثير من الضغط العصبى خلال الحمل لضمان صحة جيدة للأم وللجنين.