من المعروف أن التوتر العصبي والاجهاد يمكن أن يكون له تأثير خطير على الصحة. ولكن الجديد في الأمر هو ما أظهرته دراسة حديثة وهو أن المعاناة من التوتر العصبي على المدى الطويل يمكن أن تؤثر بشكل خطير على خصوبة المرأة، وربما تجعل الحمل من الصعب للغاية بالنسبة لها.
يأتي هذا الاستنتاج من الباحثين بجامعة ولاية أوهايو حيث قام الباحثون بدراسة لمدة أربع سنوات، شارك فيها أكثر من 400 من المتزوجين الذين يسعون الى محاولة الحمل. بعد دراسة الأزواج لفترة اثني عشر شهراً، ووجد الباحثون أن الأزواج الذين نجحوا في المحاولة هم الذين كانوا أقل عرضة للتوتر العصبي في حياتهم الشخصية والمهنية. أما الأزواج الآخرين الذين لم تنجح لديهم محاولات الحمل فقد وجد الباحثون أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعانون بالفعل من مستويات أعلى من التوتر والاجهاد.
الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة التناسل البشري journal Human Reproduction، جمع فيها الباحثون عينات من اللعاب من النساء لدراسة العلامات البيولوجية اللعابية من انزيم ألفا أميليز للكشف عما يشير إلى الأطباء كنظام المكافحة أو الهروب وهو جزء من عملية التكيف مع الإجهاد والتوتر ويقوم به الجسم لفترات قصيرة ثم يقوم بإغلاقه مرة أخرى. أما في حالة المعاناة من الإجهاد المزمن، أو الكثير والكثير من نوبات الإجهاد الحاد فيظل نظام المكافحة يعمل طوال الوقت مما يسبب العديد من المشاكل الصحية. وقد سجل الباحثون أن المرأة التي تعاني من المكافحة أو الهروب انخفضت لديها فرص الحمل بنسبة 29%.
وأشار كورتني لينش أستاذ مساعد في علم الأوبئة جامعة ولاية أوهايو، أنه بناء على هذه الدراسة أن أي زوجين يواجهان مشكلة في انجاح محاولة الحمل يجب عليهما تقييم مستويات التوتر لديهم. واضاف إذا كنت قد حاولت الحمل لمدة ستة أشهر ولم تنجح المحاولات مع عدم وجود موانع صحية، فالشيء الرئيسي الموصي به في هذه الحالة هو ممارسة نوع من النشاط للحد من الإجهاد والتوتر، مثل اليوغا وتمارين التأمل وغيرها من الممارسات الصحية التي تساعد على تقليل التوتر العصبي.