مع توتر الحياة التي نعيشها الآن هناك سؤال يطرح نفسه هل يؤثر توتر الأم الحامل على طفلها أم لا؟ لو قمنا بسؤال طبيب أمراض النساء والولادة غالباً ما تكون الإجابة أن الأم عليها الاسترخاء والتخلص من التوتر ولكن أطباء النساء والولادة لا ينظرون أو يهتمون بالجانب النفسي للطفل وإنما كل اهتمامهم بالجانب الجسماني لنمو الجنين وما شابه. وكذلك معظم الامهات في الواقع يهتممن فقط بصحة الطفل ونموه والاستعداد لقدوم الطفل الجديد بشراء الملابس واللعب المختلفة لإلهاء الطفل وكذلك احتياجاته من أدوات عناية شخصية، وفي خضم هذا لا تهتم الأمهات بمراقبة مستوى التوتر والعصبية التي قد تؤثر على الجنين بعد ذلك.
الكثير والكثير من الدراسات هذه الأيام تؤكد ان العوامل الوراثية ليست هي فقط التي تحدد الحالة المزاجية للطفل في أثناء نموه ولكن البيئة المحيطة بالطفل والتي توفرها له الام وهو مازال في بطنها لها أثر كبير، وعلى الأم كما تراعي النظام الغذائي المناسب والذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو الجنين والمحافظة على صحتها أن تراعي أيضاً حالتها النفسية. فالتوتر يسبب افراز الجسم لهرمونات التوتر التي تمر من المشيمة وتصل إلى الجنين الذي يتأثر بها أيضاً.
التوتر قد يأتي للأم الحامل من العمل أو الأطفال الأكبر في المنزل، الخلافات الزوجية وحالات الطلاق، الاصابة بالأمراض، وفاة فرد من الاصدقاء أو الأقارب ولكن يجب العلم أن الأحداث المتفرقة لا تؤثر على الجنين مثل التوتر المستمر. فالجنين تحت تأثير التوتر المستمر سينمو ليصبح طفل كثير الحركة، صعب الانصياع، عنده مشاكل في النوم، قد يصاب أيضاً بالتقلصات والمغص ويصبح حساس لكل ما حوله ويكون رد فعله البكاء الكثير. إذا اصاب الأم التوتر في فترة الحمل ستجد أن حركة الجنين زادت نتيجة مرور هرمونات التوتر عبر المشيمة.
واليك بعض النصائح للتخلص من التوتر والحصول على حمل هادئ:
1-القلق من الحمل وما قد يحدث للجنين قد يكون سبباً في زيادة التوتر، لذلك تأكدي من سؤال طبيبك عن كل ما تريدين ولا تعرضي نفسك للقلق.
2-أكثري من القراءة، فالقراءة تهدئ الاعصاب.
3-ممارسة التمارين الرياضية ليست فقط مفيدة لتنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات ولكن ممارسة الرياضة تحسن من الحالة المزاجية، اليوجا بالأخص تبعث على الاسترخاء وتقلل من ألم الظهر المصاحب للحمل.
4-تكلمي مع من حولك، زوجك وأصدقائك هذا النوع من الكلام يقلل التوتر ويحسن الحالة المزاجية.