غالبًا ما يكون للطعام الذي نتناوله تأثير على الصحة بصفة عامة.
ومن الطبيعي أن تعكس تحاليل نسب السميات في الجسم خياراتنا الغذائية. ولكن، من غير المنطقي أن نجد نسبًا كبيرة من السميات في أجسام الأطفال المواليد. وقد أظهرت بعض الدراسات وجود سميات معينة في أجسام الأطفال حديثي الولادة. فما هي هذه السميات؟ وما أسباب تواجدها في أجسام حديثي الولادة؟ معاً نتعرف إلى اجابات هذه الأسئلة من خلال الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع.
يربط الأطباء بين وجود مادة (AGEs)، وهي مادة غذائية سامة تنتج من التمثيل الغذائي لبعض الأطعمة، وبين الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: مرض الألزهايمر، أمراض السرطان، السكر من النوع الثاني، السكتة الدماغية، ضعف البصر، ارتفاع ضغط الدم، تصلب الشرايين، أمراض الكلى، اضطرابات الجلد، وأمراض المناعة الذاتية. وقد وجد الأطباء نسبًا كبيرة من هذه المادة عند تحليل دم الكثير من الأطفال حديثي الولادة.
يرجع الأطباء سبب تواجد هذه المادة في أجسام حديثي الولادة الى سببين رئيسين. السبب الأول هو اللبن الصناعي الذي يتناوله الكثير من الرضع. وقد وجد الباحثون أن تركيبة اللبن الصناعي تحتوي على نسب كبيرة من مادة (AGEs)، مقارنة بالنسب الموجودة في لبن الأم.
السبب الثاني هو انتقال هذه السميات الى الجنين أثناء فترة الحمل من خلال الدم. وبناء على ذلك فإن الغذاء الذي تستهلكه الأم خلال فترة الحمل يؤثر بصورة كبيرة على الطفل في بداية حياته وقد يمتد تأثيره أيضاً مع الطفل طوال العمر. فقد وجد الباحثون أن الأطفال يرثون العادات الغذائية للأم، وخاصة فيما يتعلق بالأغذية الضارة مثل الدهون والسكريات.
معظم الأطعمة الضارة تمنح الانسان شعورًا بالرّضا والسعادة بعد تناولها. ويرجع ذلك الى تأثير الموادّ الكيميائية الموجودة في هذه الأطعمة على مراكز معينة في الدماغ ممّا يجعل هذه الأطعمة ادمانًا لمن يتناولها. وبناء على العديد من الدراسات فإن إدمان هذه الأطعمة ينتقل من الأمّ الى الجنين بنسبة كبيرة.
نتائج الدراسة المتعلقة بتناول الأمهات للأطعمة الغنية بالسكريات أو بالمواد الدهنية، أثبتت أن أطفال هؤلاء الأمهات يميلون بشكل كبير الى تناول الأطعمة الضارة والوجبات السريعة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون.
يرجع الباحثون سبب توارث الأبناء لهذه العادات الغذائية السيئة الى حاسة الشم التي تتكون لدى الجنين أثناء فترة الحمل. حيث يتأثر تكوين المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم بالروائح التي تصل الى السائل الأمينوسي المحيط بالجنين. وعلى ذلك فالأطعمة التي تتناولها الأم لها أثر أبعد مما تتخيل على الاختيارات الغذائية لأطفالها فيما بعد.
وتشير هذه الدراسات إلى أن الأم قادرة فعلا على تعليم أطفالها قبل أن يولدوا ما هي الأطعمة المرغوب فيها. وذلك من خلال ما تأكله أثناء الحمل والرضاعة. لذلك، احرصي على انتقاء نظامك الغذائي بعناية فائقة خاصة أثناء الحمل والرضاعة.