دائما ما تقابلنا هذه المشكلة، يصحو الطفل في منتصف الليل بحرارة وكحة شديدة أو يأتي من المدرسة ويشعر بمغص شديد. وإذا كان الوقت غير مناسب للذهاب للطبيب أو حتى الاتصال به فستفكرين وقتها في هل يمكن إعطاء الطفل من آخر دواء كان عنده؟ او ما الدواء المناسب في هذه الحالة؟ وسوف نناقش في هذا المقال بعض التساؤلات التي تدور في ذهنك بالنسبة لدواء الأطفال.
1-ما هو الدواء المناسب للطفل؟
دائماً وأبداً ينصح الأطباء باستشارة الطبيب قبل اعطاء الطفل اي دواء وخاصة الاطفال سن سنتين وأصغر. كما يجب أيضاً عدم إعطاء الطفل نفس الدواء من نفسك مرات أخرى عند مرضه. فمثلاً دواء الكحة الذي وصفه الطبيب مرة لا يصلح لأي نوع من انواع الكحة، فالكحة نفسها قد تكون جافة او مصحوبة ببلغم، قد يكون سببها حساسية في الصدر أو التهاب في الشعب وبالتالي ليست كل مرة يصلح لها دواء كحة واحد.
من خطورة إعطاء الطفل ادوية لم يصفها الطبيب أيضاً تداخل الأدوية. فببساطة الأدوية تتفاعل سوياً داخل الجسم وقد تعطي تأثير مضاعف أو يلغي بعضها تأثير الآخر أو يتفاعلان سوياً لتكون النتيجة مركب سام داخل الجسم.
نقطة أخرى بالنسبة للدواء الموجود بالبيت وهي تاريخ الصلاحية والتي ممكن أن تمر على الأم ولا تنتبه إليها بعض الأدوية عندما يفتح مرة يجب ان تستعمل في خلال فترة قصيرة وليس على أساس التاريخ المدون عليها فالتاريخ المدون على العلبة هو التاريخ الصالح لاستعمال الدواء طالما كان مغلقاً.
2-كيف يمكن حمل الطفل على تناول الدواء؟
المشكلة التي تواجه الأم هي أن الطفل يبكي ولا يريد تناول الدواء، وإجباره على تناول الدواء يزيد الأمر سوءاً، في البداية على الأم أن تكون حازمة، نعم الأطفال لا يحبون تناول الدواء ولكن عدم تناول الدواء ليس اختيار. صوت الأم يجب أن يكون هادئ بدون التخلي عن نبرة الحزم ويمكن أن تعطي طفلك بعض الاختيارات مثل، كيفية تناول الدواء أو ما يمكن تناوله بعد الدواء كمكافأة مع التأكيد على أن تناول الدواء ليس اختيارياً.
ينصح الأطباء باستعمال المعايير التي تأتي مع الدواء لقياس السوائل وعدم استخدام ملعقة من البيت لأن حجم الملاعق يختلف اختلافا كبيراً على حسب الشكل والنوع.
عند استعمال سرنجة في تناول الدواء السائل، بعد ازالة الابرة بالطبع، ينصح الاطباء بإفراغ الدواء قرب الحلق ليكون رد الفعل الطبيعي للطفل هو البلع مباشرة.
عندما يكون الدواء على شكل لبوس يفضل استعمال بعض الجيل او الزيوت كمزلق لسهولة الاستخدام واللبوس عادة يكون اختيار جيد للأطفال في سن صغيرة.
بالنسبة للقطرات ونقط الأنف لا مفر يجب عليك الاستعانة بالأب ليقوم بعملية تكبيل للطفل حتى يمكنك وضع القطرات في عينيه أو النقط في أنفه.
3-ما العمل اذا ما تقيأ الطفل الدواء؟
هناك عدة نقط هنا يجب الانتباه اليها ومنها ما سبب التقيؤ. هل من الدواء أم من اعراض المرض؟ هل الدواء له وقت محدد مثل المضادات الحيوية ؟ وهنا يجب أخذه ثانية في أقرب وقت أم ان الدواء ليس له وقت معين وهنا يمكن الانتظار لمدة ساعة قبل اعطاء الجرعة الجديدة، اذا كان الطفل لا يتحمل الدواء في معدته يمكن للأم أن تستشير الطبيب في إعطاء الطفل دواء للتقيؤ في صورة لبوس مثلا لوقف التقيؤ والتمكن من تناول الدواء، اما اذا ما كان التقيؤ بسبب أن الطفل بكى كثيراً ولم يستسيغ طعم الدواء فيمكنك في هذه الحالة إعطاء الطفل الدواء مع عصير أو وضعه على طبق طعام مفضل لديه ليحجب الطعم.
في حالة اللبوس اذا خرجت اللبوسة يمكن ادخالها مرة أخرى مع إقناع الطفل بالنوم على بطنه لفترة خمس دقائق وعدم دخول دورة المياه على الأقل لمدة نصف ساعة.
4-المضادات الحيوية
المضادات الحيوية ليست للتناول في أي مرض ولا يمكن إعطائها للأطفال بدون استشارة الطبيب. وتعتقد بعض الامهات أن الطبيب الذي لا يصف مضاد حيوي للطفل أنه لا يفقه شيئاً. ويعلق الاطباء على ذلك أنه ليست كل الأمراض تعالج بالمضاد الحيوي وأن الاستعمال الخاطئ للمضادات الحيوية بكثرة يفقدها فاعليتها ولا تعطي تأثير بعد ذلك على البكتيريا. ومعظم أمراض الشتاء من البرد والأنفلونزا هي عدوى فيروسية وليست بكتيرية وبالتالي لا تحتاج لمضاد حيوي وغالباً العلاج يكون بتناول مضادات الحساسية وبعض حساء الدجاج الساخن وعصير البرتقال مع الراحة في السرير.
وفي النهاية إليك بعض النصائح المفيدة
- -يمكنك مزج الدواء سيء الطعم مع بعض العصائر أو الطعام اللين ولكن لا تحاولين إقناع طفلك بتناول الدواء على أن طعمه حلو أو أنه نوع من الحلوى لأن ذلك يأتي بتأثير عكسي ويكره الطفل الدواء ويرفض تناوله مرة أخرى، اعطي طفلك الماء البارد أو بعضاً من العصير بعد تناول الدواء.
- احتفظي بجميع الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال حتى الفيتامينات لأن كل الادوية تصبح خطيرة وسامة عند تناولها بجرعة عالية.
- اتبعي التعليمات بدقة سواءً تلك المدونة على علبة الدواء أو القادمة من الطبيب فهناك بعض الأدوية يجب أن تحفظ بالثلاجة، وأخرى يجب ان ترج جيداً قبل الاستعمال، وأخرى قبل الأكل أو بعده كل هذه التعليمات تؤثر على فاعلية الدواء وتأثيره.
- لا تعطي طفلك الاصغر من 12 عاماً الاسبرين أو مشتقاته إلا بأمر من الطبيب هناك من الأبحاث ما يثبت أن الأسبرين قد يتسبب في حدوث مرض نادر.
- في النهاية عند وجود شك من أي نوع عليك بالاتصال بالطبيب فوراً، طبيب الاطفال دائما على استعداد لإجابة اسئلة الأم عند القلق على أطفالها.