الإنضباط فى التربية والمختلط بمشاعر الحب الإيجابية الحازمة من أفضل الأسس التربوية السليمة، فتربية الأطفال إنطلاقاً من مبدأ الحب والحنان المقترن بالحزم والصرامة، يخلق أطفالاً أكثر نجاحاً في حياتهم المستقبلية، فتعليم الأطفال لمفهوم الإنضباط من منظور الحب يساعدهم على تحقيق كامل طاقاتهم من دون الحاجة لاستخدام أساليب التربية القمعية الخاطئة.
فالموازنة بين مشاعر الحب والحنان والانضباط والحزم، تنمي في الطفل العديد من مهارات التواصل الاجتماعي إذا ما قورنت بالتربية الحازمة فقط، ولهذا فطريقة التربية تعتبر عاملاً حاسماً في تطور ونمو شخصية الطفل.
فى هذا المقال تقدم لكِ مجلة حياتكِ أهم القواعد الأساسية من الخبراء فى تربية الطفل على الحب الحازم والإنضباط.
نصائح وقواعد الخبراء فى تربية طفلك على الإنضباط والحب الحازم
جميع أفراد الاسرة شركاء
يجب تربية الأبناء من البداية على أن جميع أفراد الاسرة شركاء فى الحياة، وذلك بالسماح لأطفالك بمشاركتكِ فى مهامك اليومية المناسبة لهم، كحمل طبق من البلاستيك، أو اللعب مع الطفل الصغير تحت إشرافك، أو إحضار مجلة أو كتاب لكِ.
الإحترام
علمى أولادك فى أولى مراحلهم المبكرة إحترام الغير، عن طريق قول "لو سمحت" أو "هل يمكننى" أو "اعتذر" فعبارات الإستئذان والأسف ستجعل طفلكِ أكثر إحتراماً لغيره وأكثر ثقة بنفسه وأكثر قوة، وعلميه دائماً أن من يعترف بأخطائه ويحترم غيره فهو قوى الشخصية، ولا تنسى اهتمامك به وإحترامك له فعند إخباره لكِ بشئ ما، إمنحيه الإهتمام وأصغى اليه بتركيز، وهكذا ستتوقعى منه نفس التصرف المهذب معكِ ومع الناس.
الثبات والحزم
كونى حازمة وثابتة الرأى فيما يتعلق بالمهام المطلوبة من طفلكِ، فكونى مصرة على أدائه لهذه المهمة طالما مناسبة له ولن تؤذيه، فعند ثبات رأيكِ بحزم سيجبر ذلك طفلك على إحترام طلبك وإنجازه خوفاً من العقاب فيما بعد، اى لا تتساهلى مع طفلك دائماً بل لا بد من الإنضباط والحزم فى تربيتك له.
الحياة ليست حلوة دائماً
يشير إليكِ الخبراء بضرورة عدم الخوف الشديد من أن تخيبى ظن أولادك أو إغضابهم، فالطفل يجب أن يجرب ألم الإحباط والخسارة قليلاً، فليس كل ما يتمناه ويجده يكون ذلك فى صالحه، بل سيكبر وعند أول صدمة محبطة فى حياته ستؤثر عليه نفسياً بشكل كبير، ولهذا لا تدللى طفلك كثيراً ولا تعلميه أن الحياة دائما حلوة ومنصفة.
تأثير التربية المنضبطة المختلطة بالحب الحازم على الطفل
النضج وضبط النفس
تربية طفلك على الإنضباط والحزم سيولد فيه ضبط النفسعند الحاجة والنضج فى إتخاذ القرارات، والبعد عن كل ما هو خاطئ دون الحاجة لمساعدة الغير، وهكذا سيكبر طفلك على الإعتماد بالنفس والمسئولية.
التعاطف
الأطفال التى تربت على أسس الإنضباط قادرون على وضع أنفسهم فى أماكن الغير، والشعور بغيرهم والتعاطف معهم، والتفاهم والرعاية الكاملة بهم، كما يخلق بهم حب مساعدة الغير لنقائهم الداخلى وليس لحساب مصلحتهم الشخصية، لأنهم قد نشأوا من البداية على تحمل المسئولية وليس التدليل دائماً، ولهذا فهم أكثر الناس القادرون على الشعور بغيرهم والتعاطف معهم.
تحمل المسئولية
فالأطفال الذين قد تعرضوا للعقوبة البسيطة عند عمل فعل ما خاطئ، هم أكثر الناس تحملاً للمسئولية عند الكبر، لأنهم لم يكبروا على إيجاد كل شئ أمام أعينهم بدون تعب، بل عندما أخطأوا وجدوا العقوبة المناسبة، وعندما تمنوا شاركوا فى إحضار ما تمنوه، لهذا تعلموا الإعتماد على النفس وتحمل المسئولية، ولهذا ينصحك الخبراء بفرض أحد المهام البسيطة على الطفل، ومن ثم مكافأته بما يتمنى، ليتعلم دائماً أن المشاركة والعمل يؤدى الى النتيجة التى تمناها.
حب النفس والثقة
ربما تعتقدين ان الشدة والحزم أحياناً على الطفل تؤدى الى ضعف شخصيته وعدم ثقته بنفسه، بل على العكس فتحمل المسئولية المناسبة لعمره منذ الصغر تساعده على الثقة بنفسه عندما ينجح فى أداء المهمة ومن ثم حب النفس.
إتخاذ القرارات
بالتأكيد تربيتك لطفلك على المشاركة معكِ وإبداء أرائه بكل حرية وإحترام، سيخلق منه طفلاً ذكياً شجاعاً قادراً على إحترام أراء الآخرين، قادراً على إبداء رأيه بدون خوف، وبالتالى شخص أكثر قدرة على إتخاذ القرارات الجيدة والناجحة فى حياته.
الإحترام والأخلاق
الأطفال المنضبطة التى تربت على الحزم والشدة فى وبعض الأوقات، يكونون أكثر إحتراما للقواعد العامة والأخلاق الاساسية بالحياة، ولهذا فعليكِ بإحترام طفلك ليتعلم لغة إختيار الغير فيما بعد.
السعادة
تربيتك للطفل بين اللين والشدة، يخلق طفلاً أكثر سعادة فى حياته، فيكون مستقراً نفسياً، لطيف ومحبوب من جميع الفئات العمرية والناس عموماً، وهذا ما سيساعده على الثقة بالنفس أكثر والشعور بالسعادة من الداخل.
واخيراً تعلمى سيدتى متى تدللين طفلكِ ومتى تعاقبينه، وعند العقاب فرقى بين العقاب والآخر على حسب حجم خطأ الطفل، وأيضاً حسب عمره وقدرة تحمله للعقاب، ولا تنسى أبداً أن الإهتمام بالطفل مع القليل من الحزم سيولد ذلك أطفالاً رائعين وأكثر نجاحاً فى حياتهم.