مشهد من الرواية:
بالفعل، كما وعدها، لم يتأخر ياسر.. عاد يحمل أكلاً يكفى لأيّام مقبلة وفاكهة وحلوى وشيكولاتة وباقة من الزهور.
دخل المنزل، وضع ما يحمله على طاولة فى الصّالة، ودخل ليطمئن على شيرين:
«شيرين».
ردت بصوت خامل:
«جيت؟».
- «أيوه.. عاملة إيه دلوقتى؟».
- «الحمد لله».
- «مش عايزة حاجة لحد ما أحضّر الأكل؟».
بكت بصمت وهى تهز رأسها نفيًا.
خرج ياسر مسرعًا.. أعد الطّعام الذى اشتراه فى أطباق، وغسل الفاكهة، ووضع باقة الزهور على نفس الطّاولة..
نظر للمائدة برضا ثم دخل لـ«شيرين».. مدّ يده يسندها:
«يلّا قومى».
- «أقوم إيه؟ مش قادرة أقف، أنا ما صدقت جيت لسريرى».
- «ما إنتى لازم تاكلى علشان تقدرى تقَفى».
- «لو لازم هات لى آكل هنا».
- «لا، معلش.. تعالى نقعد بره وناكل مع بعض».
ساعدها فى النّهوض من السّرير.. وما إن وضعت قدميها على الأرض حتى زاد الدّوار فجأة وترنّحت، ولولا أن ياسر أحكم ذراعيه حولها لكانت سقطت على الأرض.
انهمرت دموعها مرة أخرى بعد إحساسها بالعجز ولو للحظات:
«مش قُلت لك مش قادرة؟».
انحنى ياسر وحملها فى حركة مباغتة:
«مش هتقدرى، بس أنا أقدر أشيلك».
وجدت نفسها تضحك رغمًا عنها ورغم الدّموع التى كانت تملأ عينيها.. قالت بحذر وخوف:
«بس يا ياسر؛ هقع».
- «تقعى إيه بس، هو انتى فيكى حاجة؟».
خرج بها من الغرفة.. لحظات قليلة جدًا حتى أجلسها أمام المائدة.
ولكن إحساسها بالقرب من ياسر وحين عانقها اعتبرته زادَها الذى ستتزود به بعد الفراق.
نظرت للمائدة، فتعجبت، خاصة باقة الزهور:
«الله».
- «الورد ده بأعتذر لك بيه.. يا رب تقبلى اعتذارى».
زاد تعجبها.. علامَ يعتذر، فسألته لتستوضح الأمر:
«تعتذر عن إيه؟».