تختلف أساليب الحياة من بلد لآخر، لكن تخيل أن معظم سكان قرية ويتير في ولاية ألاسكا الأميركية يعيشون في بناية بيجيتش المكونة من 14 طابق، كانت قد استخدمت في الماضي كثكنة للجيش.
و يوصف هذا المكان من قبل البعض بـ "القرية العمودية”، فجدرانها رفيعة جدا، وبهذا فلا مجال لكتمان الأسرار هناك.
ولا تقتصر مرافق البناية على الشقق السكنية، بل يوجد أيضا مركز شرطة، عيادة طبية، متجر صغير، خدمة غسيل ملابس عامة، بالإضافة الى كنيسة في القبو.
ومن غير الغريب أن نرى هذا التعايش بين المبشرين المسيحيين و والعاملين في حانات الخمور وأعضاء مجلس القرية ورجال الشرطة، وحتى تجار المخدرات في مكان واحد يتقاسمون نفس المرافق ويركبون في نفس المصعد.
ومما يثير الدهشة، بالإضافة الى حجم القرية والظروف الجوية فيها، أنها متصلة بباقي العالم من خلال البحر فقط، أو نفق طويل بمسلك واحد يمر عبر الجبال و يمكن العبور من خلال فقط خلال النهار.
الطقس في ويتير قد يكون قاس لدرجة كبيرة، فمن الممكن أن تصل سرعة الرياح إلى 60 ميلا في الساعة وتساقط الثلوج يصل إلى 250 بوصة، لذلك قد نتفهم أن لدى السكان كل ما تحتاجه تحت سقف واحد.
وقد تجد السكان في المبنى مختلفين بشكل غريب في شكل اللبس وساعات العمل، فمنهم من يداوم إلى عمله بالشبشب ومنهم من يداوم في ساعات الليل، و قد يدق أحدهم على باب مدير الشرطة، و قد يحاول الطلاب الحصول على المساعدة من المعلم خلال تناوله الطعام في المطبخ!
وعلى الرغم من تشابه المبنى بمباني المدارس، إلا أن بناية بيجيتش لا تضم مرافق تعليمية، فالأطفال يذهبون إلى مبنى دراسي يقع خلفها، وبسبب سوء الاحوال الجوية ، لا يوجد سوى طريقة للذهاب إلى المدرسة إلا من خلال نفق تحت الأرض!
صدقوا أو لا تصدقوا، في القرية غرفة لاستقبال واستيعاب السياح! المقيم هناك يونيو ميلر يؤجر سرائر للمبيت في الطابقين العليين للمبنى. كما تم تجهيز جميع غرف السياح بالمناظير ليتمكنوا من مشاهدة قفزات الحيتان ورعي الماعز الجبلي وغير ذلك من مظاهر حياة الطبيعة.
وأسس القرية عام 1969، بعد خروج الجيش بـ 9 سنوات، بضع مئات من المدنيين الذين اختاروا البقاء في القرية التي صممت لعدد من السكان يصل إلى 1000. استمروا في عملهم التقليدي في شحن البضائع والسكك الحديدية ومرافق تخزين النفط.
لذلك عمدوا على إنشاء مدينة جديدة لأنفسهم، فقد كان حلمهم إنشاء أول مدينة بلا سيارات في أمريكا، لكن مزودة بـ ترام لنقل الزائرين فوق الجبل.