في الأشهر الأولى من عمر الطفل كل ما يحتاجه من مواد غذائية وعناصر هامة لنمو وبناء الجسم يحصل عليها من خلال الرضاعة. وبالتالي فهو لا يقوم بأي دور سوى أنه يستقبل لبن الرضاعة من الأم، ولكن مع مرور الوقت يكبر الطفل شيئًا فشيئًا وتصبح له رغبة في تقليد الأكبر منه سنًا وتناول طعامه بنفسه ويبدأ في الجلوس على طاولة الطعام مع أفراد الأسرة ويُطالب بوجود طبق خاص به. ولكن في هذا الوقت هناك بعض الملحوظات التي يجب أن تأخذيها في إعتبارك، فمثلاً تجنبي أن توجهي له اللوم أو التوبيخ إذا بعثر الطعام أو إذا لم يمسك الملعقة بأسلوب صحيح فإن كل هذه الملاحظات تُوقف شهية الطفل ورغبته في الطعام.
تُلاحظ الكثير من الأمّهات أنها إذا تركت لطفلها حريّة تناول طعامه بنفسه فإن أغلب اهتمامه يكون في اللعب بالطعام واكتشافه، كما أنه يأكل نوعًا معينًا ويرفض أنواعًا أخرى أو لا يأكل أبدًا.
يشير بعض المختصين في تربية الأطفال أنه عندما تعطين طفلك فرصة تناول الطعام بنفسه فإن ذلك يسمح له بإكتشاف الطعام ولمسه وتذوقه وهنا يمكن أن يحبه ويُقبل على تناوله. ويجب عليك تقديم الأطعمة الصحية التي إعتاد طفلك على تناولها بالإضافة إلى أطعمة جديدة فى كل وجبة. كما ينبغي أن تعلمي أن هناك بعض الأطعمة لا يحبها الطفل من المرة الأولى فلا تتوقفي عن تقديمها له وشجعيه على محاولة تقبلها.
يمكنك أيضاً أن تسمحي لطفلك بالمشاركة في إعداد بعض الوجبات البسيطة وأن يساعدك في غسيل الخضروات وخلط المكونات. فإن ذلك يُشعر الطفل بأن له أحقيّة في تناول الطعام الذي شارك في إعداده.
كما أن ترك طفلك يأكل بنفسه يُطور من قدرة الطفل الحركية فيستطيع بعد فترة التحكم في الملعقة والإمساك بها بشكل صحيح.
إحرصي على تخصصيص مكان لطفلك على المائدة وسط أفراد الأسرة فإن ذلك يزيد من شهية الطفل ويجعله أكثر إقبالاً على الطعام في محاولة لتقليد المحيطين.
وأخيرا، يجب عليك تنظيم أوقات الطعام لطفلك وذلك بتحديد روتين يومي يحتوي على 3 وجبات أساسية تشمل جميع العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل بالإضافة إلى العصائر وقليل من الحلوى.