شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لاجتماع العائلة على مائدة الطعام، ويمكن استغلال هذه الأوقات في تدريب الطفل على آداب واتيكيت المائدة ليعتاد عليها منذ الصغر ويصبح السلوك اللائق مرافقاً له كل العمر، فمن الخطأ تشجيع الطفل على التمادي في سلوكيات غير مقبولة على المائدة بغرض تشجيعه على تناول الطعام، ولا يعد صغر سن الطفل مبررًا مقبولاً لتجاهل تعليمه آداب المائدة ، سواء كان تناول الطعام سيتم في المنزل أو في الخارج .
وكثيراً ما تتغاضى الأم عن بعض تصرفات الطفل على مائدة الطعام كاللعب بالمعكرونة وسكب المشروبات واستخدام الملاعق لإصدار أصوات مزعجة، وتظن أن تلك التصرفات مناسبة لطبيعة المرحلة العمرية، ولكن الواقع أن الاعتياد على الفوضى على مائدة الطعام يبدأ منذ الصغر وكذلك الاعتياد على السلوك اللائق المهذب.
وقد يعتاد الطفل على بعض السلوكيات غير المقبولة كاللعب بالطعام وهرسه في يده أو رميه على الأرض أو تركه في الطبق، وهي كلها أمور تسبب ضيقاً للأهل وخاصة الأم التي تفكر دائماً في أن طفلها لم يتناول كفايته من الطعام.
وقد أظهرت الأبحاث السلوكية أن الطفل عادة ما يتعلم آداب المائدة عن طريق تقليد الآخرين وليس عن طريق أوامر توجه له، وبهذا ينبغي على الأم والأب مراعاة آداب وسلوك المائدة أمام صغيرهما ليعتاد السلوك اللائق منهما ولا يشعر بالتناقض بين ما يطلب منه وما يقوم الأم والأب بفعله في الواقع.
وتكمن أهمية تعليم الطفل هذه السلوكيات في أنها تساعده فيما بعد على أن ينشأ كفرد منضبط قادر على التحكم في النفس مما يجعله يظهر دائما بالمظهر اللائق في التجمعات وأماكن العمل، وهذه القواعد الأساسية تفتح لك الطرق لإضافة مهارات سلوكية رائعة خلال فترة نمو طفلك بالتدريج، ولكن عليك البدء في تعليمه السلوكيات السليمة مبكراً وإلا لن يستطيع الطفل أن يغير من عاداته السيئة لاحقاً.
ومن المهم تعليم الطفل أن موعد وجبة الطعام وقت ممتع للعائلة بأكملها وأن عليه أن يغسل يديه قبل الجلوس على المائدة وأن يبتعد عن اللعب بأدوات المائدة كالملاعق والسكاكين، وتوضيح السلوكيات المرفوضة كرمي الطعام أو إمساك طعام الآخرين وما أن يتعلم الطفل الكلام فعليه أن يقول شكراً ومن فضلك.
ويمكن للام أن تقوم بتعليم طفلها كيف يتناول طعامه بالشوكة إلا إذا كان الطعام يستوجب تناوله باليدين وذلك يفيد في تعليمه كيفية التحكم في حركة أصابعه ويديه منذ الصغر، كما يجب لفت انتباهه إلى عدم تناول الطعام بسرعة والاستمتاع بمذاق الطعام وعدم وضع كمية كبيرة من الطعام في فمه.
ويمكنك لفت انتباه الطفل في حالة تناول الطعام بالخارج إلى الامتناع عن إبداء ملاحظات سلبية حول الطعام حتى لا يقوم بجرح مشاعر صاحب الدعوة، وتلك أول خطوة ليكون طفلك عضو قادر على التفاعل السلوكي المناسب في المجتمع المحيط به.
يمكنك إتباع الإرشادات التالية من خبراء الاتيكيت وأبحاث السلوك لتعليم طفلك آداب المائدة:
- ابدئي مبكرا في تعليم طفلك السلوك السليم واللائق على المائدة، فلا يمكنك الانتظار بحجة صغر سنه وإلا سيعتاد على السلوك الفوضوي، فالطفل الصغير قادر على اكتساب المهارات بشكل سريع ولا مانع من منحه مكافأة صغيرة وإطراء أمام الآخرين كلما أحسن التصرف.
- يمكنك تعوديه على قول بعض العبارات الجميلة مثل: شكراً... من فضلك أريد المزيد... إبداء الإعجاب بالطعام اللذيذ دون مبالغة ، والاستئذان عند ترك المائدة، وعدم انتقاد الأطباق المقدمة له مهما كان السبب.
- امنحيه سبب أو مبرر لكل سلوك تطلبينه منه، فالشوكة والملعقة يجب أن تبقى داخل الطبق للحفاظ على نظافة المائدة، وتناول الطعام بلقيمات صغيرة كي لا يتناثر الطعام خارج الفم ويسبب مظهر غير لائق وهكذا.
- استخدمي الأسلوب الذي يفضله طفلك لتلقي المعلومة كعمل قصة مسلية من خلال دميته المفضلة مثلاً ولا تنسي مكافئته على حسن التصرف وتشجعيه باستمرار.
- عودي طفلك على الوقوف لاستقبال الضيوف ومصافحتهم بأدب إذا كانت الدعوة للطعام على مائدتك.
- علمي طفلك عادة غسل الوجه والأيدي قبل الجلوس على المائدة خصوصاً لو كان قادماً من الخارج أو كان يلعب.
- إذا كان عمر طفلك يسمح بذلك فعوديه على المشاركة في إعداد المائدة مع أصحاب الدعوة إذا كانوا من المقربين.
- علميه أن يشعر بأناقته وذوقه منذ الصغر بحيث يجلس مستقيمًا بالقرب من مائدة الطعام ، وأن يضع المنديل المخصص لتناول الطعام على فخذيه.
- عودي طفلك أن يطلب الصنف الذي يريده من الشخص الجالس بقربه، بدلاً من تمرير يده لأخذه، مما قد يسبب فوضى على المائدة.
- علمي طفلك استخدام منديل المائدة بأناقة ومكان تركه مطوياً على المائدة.
- علميه قبل تناول الخبز أن يقوم بتقسيمه ويتناول قدر حاجته فقط.
- عودي الطفل على
عدم الحديث والفم مملوء بالطعام.