دائما ما يحذر الأطباء مريضاتهنّ من الانجاب في سن متأخرة، حيث أن نسبة العيوب الخلقية في المواليد تزيد كلما زاد عمر الأم. كما أن المجتمع لا يتقبل دوما الأمهات كبار السن وقد ينظر إليهنّ الناس بنظرة سخرية أو استغراب.
ولكن في السنوات الأخيرة، تغيرت هذه المفاهيم وخاصة بعد ارتفاع سن الزواج واتجاه معظم النساء الى الاهتمام بمستقبلهنّ المهني قبل التفكير بالإنجاب وتكوين أسرة.
أدت هذه العوامل إلى زيادة نسبة النساء اللواتي يتخذن قرار الانجاب بعد سن الاربعين. وبما أن هذا الاتجاه جديد على المجتمع فلا توجد دراسات كافية عن الأمومة المتأخرة ومدى تكيف الأمهات مع وضعهن الجديد وتغلبهن على صعوبات الأمومة في هذه السن المتأخرة، لذلك كان من الضروري التحدث مع واحدة من هؤلاء الأمهات لمعرفة كل ما يتعلق بهذه التجربة من امرأة خاضتها بالفعل. اليك رؤية هذه الأم وخبرتها من خلال خوضها لهذه التجربة.
تقول سارة (وهي أم انجبت طفلتها الأولي ماري بعد سن الأربعين): حملي الأول الذي أنجبت منه ابنتي الحبيبة ماري حدث في سن 41 ، ودائما ما كان الناس يلقبونني بالأم المسنة مما كان يسبب لي الاحباط. وبالرغم من تعرضي للكثير من المشاكل الصحية أثناء فترة حملي مثل ارتفاع ضغط الدم الذي كاد أن يدفع الأطباء الي اجراء ولادة قيصرية مبكرة وغيرها من المشاكل طوال فترة الحمل، بالرغم من كل هذا فأنا ممتنة جدا للرعاية الفائقة التي تلقيتها بعد الولادة والتي لم أكن لأتلقاها اذا كانت ولادتي في سن مبكرة مثل معظم الأمهات.
أما عن وظيفتي، فبعد الولادة تحولت من الاهتمام بالعمل وبناء مستقبل وظيفي الى اهتمام آخر أكثر متعة وهو اهتمامي بابنتي. ولكن ذلك لم يضطرني الى التخلي عن وظيفتي. فقط قمت بالبحث عن خيارات وظيفية أكثر تناسبا مع الوضع الجديد. كما أن ثقتي بنفسي زادت بعد الحمل والولادة مما جعلني أكثر شجاعة وأنا أبحث عن وظيفة أكثر ملائمة.
كونك أم فكل من حولك يحاول أن يعطيك العديد من النصائح ووجهات النظر سواء في ما يتعلق بصحة طفلك أو طريقة تربيته، وعلى قدر ما قد تسببه هذه النصائح من ازعاج للبعض فأنا لم أتأثر بها كثيرا حيث أن عامل السن أعطاني نقطة تفوق وإحساس كبير بالثقة.
المشكلة الوحيدة في مسألة انجاب الطفل الأول في سن متأخرة هو أن احتمال انجاب أطفال آخرين تكاد تكون مستحيلة، حتى اذا فكرت في تكرار التجربة فغالبا ما سيكون قد فات الأوان على ذلك.
الأمومة في سن متأخرة قد تكون اضافة مرضية للمرأة في هذا العمر بعد تأكدها من حصولها على استقرار وظيفي وحياة مهنية ناجحة. آراء معظم الامهات في هذا السن تفيد بأنهن يتمتعن بإضافة جديدة ممتعة في حياتهن بعدما حققن معظم آمالهن وطموحهن في الحياة.