أشار بحث حديث، ضمن دراسة تجريها جامعة بريستول على الأشخاص الذين ولدوا في التسعينيات من القرن العشرين، إلى أن الأسماك تشكل 7 % فقط من مستويات الزئبق في جسم الإنسان.
وفي تحليل أجري لـ 103 صنفاً من الأطعمة والمشروبات التي تستهلكها 4484 امرأة أثناء فترة الحمل، وجد الباحثون أن الأصناف الـ 103 مجتمعةً تشكل أقل من 17 % من مجموع مستويات الزئبق في الجسم.
وأدت المخاوف بشأن الآثار السلبية للزئبق على نمو الجنين إلى التحذير بشكل رسمي من الإفراط في تناول الأسماك خلال فترة الحمل. ويشير هذا الاكتشاف الجديد ، والذي نشر اليوم في مجلة Environmental Health Perspectives ، إلى أن تلك التحذيرات ربما تحتاج الى إعادة نظر.
وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجريت على الأشخاص الذين ولدوا في التسعينيات من القرن العشرين أن تناول الأسماك أثناء الحمل له تأثير إيجابي على معدلات الذكاء والرؤية لدى الطفل، عندما جرى اختبارها في وقت لاحق. ولم يتم التأكد مما يسبب ذلك بالتحديد، ولكن السمك يحتوي على العديد من المكونات المفيدة، بما في ذلك اليود وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
كان النتيجة المفاجئة الأخرى هي أن النساء اللواتي توجد في أجسامهن أعلى مستويات الزئبق يملن إلى أن يكن أكبر سناً وحاصلات على دراسة جامعية ويعملن في الوظائف المهنية أو الإدارية ويمتلكن منازل خاصة وينتظرن ولادة الطفل الأول. ولكن بشكل عام، كان لدى أقل من 1 % من النساء مستويات زئبق أعلى من المستوى الأقصى الموصى به من قبل المجلس الوطني للبحوث في الولايات المتحدة. ولا يوجد مستوى رسمي آمن في المملكة المتحدة.
وخلص الباحثون إلى أنه من غير المحتمل أن يعمل توجيه النصيحة للنساء الحوامل بالحد من تناول المأكولات البحرية على تقليل مستويات الزئبق لديهن بشكل كبير. وفي معرض حديثه عن النتائج ، قال كاتب التقرير الرئيسي، البروفيسور جان جولدنغ " كانت مفاجأة سارة بالنسبة لنا أن الأسماك تسهم بمثل هذا الكم الضئيل (فقط 7 %) في مستويات الزئبق في الدم. لقد وجدنا سابقاً أن تناول الأسماك أثناء الحمل له فوائد صحية عديدة للأم والطفل معاً. نأمل أن تضع من النساء في اعتبارهن الآن تناول المزيد من السمك خلال فترة الحمل. ولكن من المهم أن نؤكد أن النساء الحوامل في حاجة الى نظام غذائي مختلط ومتوازن، حيث ينبغي أن يشمل السمك بالإضافة إلى المكونات الغذائية المفيدة الأخرى، بما في ذلك الفاكهة والخضروات."