
من منا لا يعرف دولة قطر، تلك البقعة من الأرض النموذجية، الفريدة، المكتفية ذاتية، فكل شيء موجود في ذاك البلد الذي يُؤمن الراحة والرفاهية لقاطنيه ولزواره.ليست قطر دولة حديثة بل دلّت الاكتشافات الأثرية، الحفريات، والنقوش النادرة التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من البلاد على أن أرض قطر كأنت مأهولة منذ الألف الرابعة قبل الميلاد.وقد طوّر هذا البلد نفسه كي يكون اليوم موطنًا للأعمال، والإنتاجات الواعدة وفي الوقت عينه وطن الحياة الإجتماعية السهلة، والسياحة الممتازة، وقد وُضع على الخارطة العالمية بعد أن إُختير لإستضافة مونديال كرة القدم لعام 2022. إنها قطر السيادية الواعدة بجمالها الفاتن.

تكثر في دولة قطر الأماكن السياحية التي لا تعدّ ولا تحصى بدءاً من العاصمة الدوحة وصولاً الى آخر نقطة حدودية قطرية. وأكثر ما يميز قطر ويتكلم عنه التاريخ هو معلم سياحي عتيق، هو سوق واقف الشعبي، الذي يقع في وسط العاصمة، كذلك مناطق عدّة وضعت على القائمة السياحية لدولة قطر مثل سيلين، خور العديد، الزبارة، وهي إحدى المناطق الأثرية التي تبعد 90 كيلومتر شمال العاصمة.

كل من يذهب الى قطر يبحث عن الكمال. وأكثر ما يُعرف في ذاك البلد هو مركز قطر الدولي للمعارض، الذي يستقطب شركات من كافة بلدان العالم.
فقد أنشئ هذا المركز خلال العام 1991 في قلب الدوحة، ليستقبل فعاليات اقتصادية وثقافية وأخرى مختلفة، فوق مساحة تبلغ 82 ألف متر مربع. ويحتل المركز موقعاً إستراتيجياً، فهو يبعد بضعة كيلومترات عن أفخم فنادق العاصمة وعن المنطقة الدبلوماسية حيث توجد معظم السفارات الأجنبية. يتألف من صالة عرض داخلية تبلغ مساحتها عشرة آلاف كيلومتر مربع، تتكامل معها فسحة خارجية للعرض تصل مساحتها إلى 8000 متر مربع.
منتجع "سي لاين" للإستجمام
ومن الأعمال الى الإستجمام، ننتقل الى منتجع "سي لاين"، وهو عبارة عن واحة خضراء وسط كثبان الصحراء، تحيط به من ثلاث جهات كثبان من الرمال المائلة للون الأبيض، بينما يحده من الجهة الرابعة البحر بمياهه اللازوردية.
بالإضافة الى المناظر الطبيعية الساحرة والحدائق المحاطة بالمنتجع، هناك حمامات للسباحة، ملاعب رياضية للأطفال، وغيرها من المزايا التي جعلت من منتجع "سي لاين" أفضل المنتجعات السياحية في قطر.
هناك كل وسائل الإستجمام موجودة، وكل المغامرات أيضاً، إذ يمكن الذهاب في جولة على ظهور الجمال أو الخيول، أو ممارسة رياضة التزلج أن كانت المائية أو على الكثبان الهائلة الطويلة، الشديدة الأنحدار. في "سي لاين" العديد من التجارب التي يخوضها الزوار ولا يندمون عليها وتظل ماثلة في ذاكرتهم لسنوات.

والى الواحة الخضراء وسط البحر، الى جزيرة النخيل المشهورة التي تبرز من وسط خليج الدوحة، مليئة بأشجار النخيل زاخرة بالمناظر الطبيعية المبهجة والشواطئ المتنوعة، ما يجعل منها المكان الأمثل لأخذ قسط من الراحة بعيداً عن صخب حياة المدينة وضوضائها. لا يمكن الوصول الى الجزيرة إلا عبر الركوب على متن القوارب التي تنتظر الزوار على رصيف الكورنيش. كما يوجد مطعم متخصص بوجبات البحر المتوسط اللذيذة، فزيارة الى جزيرة النخيل تنقل السائح الى بلاد أخرى تنسيه هموم الدنيا، ويتمنى أن يبقى في تلك البقعة المميزة. كما تعتبر المناطق الشرقية والشمالية من أفضل الأماكن لإكتشاف كنوز بحر قطر، حيث يمكن الاستمتاع برحلة بحرية والغوص في أعماق المياه، ورؤية الحيونات المائية الفريدة .
واحة خضراء جميلة
وليست جزيرة النخيل وحدها التي تشكل واحة خضراء جميلة من صنع الطبيعة، فنادي الدوحة للغولف هو أيضاً عبارة عن واحة خضراء تقع في قلب الصحراء ويحتوي على آلاف أنواع من النباتات المختلفة. تمّ تصميمه من قبل أشهر مصمّمي ميادين الغولف في العالم، وهو يقع في منطقة بحيرة الخليج الغربي بالقرب من العاصمة القطرية، وهو مكان مناسب للعب الغولف لمحبّيه حيث الملاعب لها مقايس عالمية ومساحته شاسعة. يدير النادي العديد من الدورات على مدار العام على المستوى المحلي، الإقليمي، والعالمي، وتم منح النادي رمز الإمتياز الذي يقدم للنوادي الخاصة التي تتميز بالجودة.
لنتجه نحو الصحراء لاكتشاف الهضاب الرملية التي تشكّلت بفعل الطبيعة وتبعد حوالي 75 كلم إلى الجنوب عبر الصحراء القطرية.
يمكنكِ الاستمتاع بتجربة التزلج على الرمال وبالطبع محاولة تسلّق الهضاب الرملية، كما رؤية غروب الشمس، اذ هذه المشهدية تمثل لوحة جمالية رائعة بحد ذاتها.

إن أكثر الملامح الثقافية للدوحة تأثيراً هو متحف قطر الوطني، ويتميّز بأنه قد فاز بجائزة آغا خأن الدولية الأولى في جودة أعمال التجديد، وقد أقيم المتحف فيما كأنّ سابقاً يعتبر قصر الحكم، لعائلة آل ثاني الحاكمة، ويعدّ البناء في حدّ ذاته تحفة في فن العمارة القطرية، ويضم مجموعة متنوّعة من القطع الأثرية التقليدية والتاريخية التي تعود لقطر والمنطقة.
كما يضم قسم المتحف البحري الذي يعرض القوارب التقليدية وكذلك يضم المتحف المائي الوطني الذي يُعتبر مركزاً هاماً لدراسة وعرض أشكال الحياة البحرية في الخليج. إضافة إلى بقية المتاحف الأخرى التي تشتهر بها قطر كمتحف السلاح، المتحف الإسلامي، الأكبر من نوعه الذي يعنى بمختلف أشكال الفنون والتراث الإسلامي، وهو من أهم عوامل الجذب السياحي خصوصاً للأشخاص الباحثين والراغبين في معرفة المزيد عن الفن الإسلامي. والمتحف الإثنوغرافي، هذا البناء هو الأخير من نوعه المتبقي في الدوحة، كناية عن بيت تقليدي قطري، ويحتوي على طاحونة هوائية وهي واحدة من الطواحين النادرة المتبقية.

هناك العديد من الاختيارات من الماركات العالمية والحرف اليدوية التقليدية، حيث تتوزع مناطق التسوق في جميع مناطق قطر وخصوصاً في الدوحة. فلا تستغربي إذا وجدت طلبكِ في آخر الأماكن التي تخطر ببالكِ، فعليك أن تتجولي وتبحثي عما ترغبين الحصول عليه. كما عليك أيضاً أن تزوري المراكز والمجمعات الكبيرة المنتشرة في شتى أنحاء مدينة الدوحة مثل سيتي سنتر- الدوحة الذي يعد الأكبر في المنطقة وسابع أكبر المراكز التجارية في العالم.

اذاً تجمع قطر كل الشيء، الثقافة، الجمال، السياحة، والتسوق، وتمزج بين التقاليد والحداثة. فلا تنسي بأن تقومي بنزهة على الكورنيش، وتشاهدي كل ما حولكِ من فنون معمارية وسفن تقليدية. وهناك ستذهبين فوراً وتتبعين روائح التوابل والقهوة التي ستقودكِ الى أشهى المطاعم، تمتعي برحلة جميلة نحو بلد الإستجمام والراحة قطر.