المشكلة أنني أحب الجنس كثيرا وأتمنى لو أن زوجي يجامعني دائما. لا تظن أنني أبالغ لا والله.. لدرجه أني أمارس العادة السرية في غيابه وإذا خرجت ورأيت شابا طويلا أتخيل أنه (…) وأرجع البيت وأعمل العادة السرية!!
ما هو الحل فأنا أتألم كثيرا ؟
الجواب
أرجو أن يكون شيء من تأنيب الضمير هو الذي ألجأك إلينا، أي لعلك وضعت يدك على سبب مشكلتك، كما يلجأ المدمن إلى مَن يساعده على التخلص من إدمانه، والإدمان يا عزيزتي.. ليس للمخدرات فقط، بل إن حالتك هي نوع من إدمان الجنس الذي لا ينفع معه نصح إلا إذا وجدت عندك الرغبة لتغيري نفسك، وخلقت في داخلك الإرادة لتتخلصي من حالتك المرضية التي تعانين منها.
يا أختي الغالية.. الغريزة الجنسية وضعها الله فينا لغاية أساسية هي التناسل وإعمار الأرض ليقوم الإنسان بمهمة خلافة الله في الأرض، وجعل في ممارسة هذه الغريزة متعة تفوق أي متعة أخرى ليزيد سبحانه من نعمه في الدنيا علينا، وهي نعمة الالتقاء الجسدي بمن نجد معه السكينة التي ذكرها الله سبحانه في الآية الكريمة: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. فالجنس وسيلة لغاية كبرى وليس هدفًا بحد ذاته هذا أولا، كما أنه ليس له معنى إلا إذا تلاقت الأجساد وتآلفت الأرواح ثانيا، أما إذا كان لا هذا ولا ذاك، فهذه النعمة تنقلب إلى نقمة كما في حالتك.
إذن الجنس في الحياة الزوجية لا ينفصل عن المودة والرحمة التي تربط بين الزوجين، أما أن تتحول الحياة الزوجية إلى ممارسة الجنس فقط، وأن يبقى الرجل يجامع زوجته طوال اليوم، فهذا لا يزيد المودة أو المحبة، بل على العكس ينقصها لأنها تتحول من إشباع الروح إلى أفعال جسدية لا طعم لها ولا رائحة.
فكيف إذا كان الرجل المتزوج أو أسوأ من ذلك المرأة المتزوجة تقوم بممارسة العادة السرية بمجرد أن ترى رجلا طويلا؛ لأنها تتخيله وهو (…)، فأي خواء روحي وفكري ونفسي وعاطفي تعيشين فيه يا أختي العزيزة ؟
حالتك ليست فردية بل هي موجودة في كل مجتمع لا قيمة للمرأة فيه إلا أنها موضوع للجنس وأداة للإنجاب، حيث تقبع المرأة أمام القنوات الفضائية التي تعرض كل ما توصل إليه العقل الدنيء من ابتكارات في موضوع الجنس، فلا عمل خارج البيت يعود عليها بالنفع، ولا نشاطات اجتماعية ترجع على مجتمعها بالخير – بل حدِّث ولا حرج عن لقاءات مع الصديقات، ومحور الحديث لا يتعدى موضوع الجنس، وإن تعداه فإلى غيبة أو نميمة أو لغو باطل- ولا داعي لأن تتعب نفسها بالأعمال المنزلية ما دامت الخادمة تقوم بالنفخ والطبخ، وتراعي طلبات الأولاد إذا لم تكن تراعي خاطر الزوج أيضا!!
الحل الذي تبحثين عنه في يدك أنت، هو أن تملئي خواءك الروحي بالعبادة والتقرب إلى الله بالطاعة، وأن تبتعدي عن هذه المعصية؛ لأن الله سبحانه قال: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ”، وإذا كانت العادة السرية قد رخص بها لمن غلبته شهوته فخاف أن يقع بالزنا، فلم يرخصها أحد لأي شخص يقوم باستحضار شهوته نتيجة خيالاته واستيهاماته، وبالأخص إذا كان متزوجا محصنا..
املئي وقتك بأي عمل ينفعك دينا ودنيا، نمي فكرك بالقراءة والمطالعة، وصاحبي من تعينك على تقوى الله، وانظري إلى حال أمتك المتردي فحاولي أن تفعلي شيئا لهذه الأمة المغلوبة على أمرها المفتونة عن دينها الممتحنة في دنياها.
وليتذكر كل واحد منا أن عليه أن يساهم في فعل شيء ليبرئ ذمته أمام الله يوم يسأله عما قدم وأخر، لعلنا نستطيع الخروج من هذه المحنة، وهي ليست محنة إخوة لنا يعيشون الموت كل يوم، بل هي محنتنا نحن في عقولنا لنعيد تشكيلها بما يرضي الله، وفي قلوبنا لنغسلها من أدران المعاصي والذنوب، وفي أرواحنا لنخرج بها من معاركها الطاحنة في حمأة الحياة الدنيا.