يفهم الشباب ذكورا وإناثا الزواج خطأ ولهذا ينصدم الكثيرون بواقع الحياة والمسؤليات والتبعات التي اختفت في فترة الرومانسية وفجأة ظهرت بعد الزواج.
لو أن سيدي آدم يفهمنا نحن حواء بأن المرأة تريد السكن في الحياة الجديدة، فهي ما غادرت بيت أهلها إلا بحثا عن الرفبق، فمهما كان الأهل رائعون ومتفهمون ويعطون الفتاة الحرية الملتزمة فهي دائمة البحث عنك يا نصفها الآخر، وهي تريد بذلك السكن والحنان مع إنسان يفهمها ويستقلان بحياتهما معا ويكونا أسرة وينجبا الأولاد قرة الأعين لا سيما لحواء التي لا تكتمل حياتها إلا بالأطفال.عندما تشعر المرأة بانها عالمك، بأنك لا تجد الاستقرار إلا في عينيها، وأن لو اجتمع الناس كلهم ما أراحك أحد غيرها لأنها الوحيدة التي تفهمك كما أنك الوحيد الذي تفهمها صدقني ستنعمان بالسعادة دائما.
لقد رأيت يا سيدي منها ما لم يره أي بشر وهو جانب الحب والتعبير مختلف ألوانه عن هذا الحب، رأيت شهوتها وهواها وحبها ولهفتها، أحسست برعشتها وبالذوبان بين يديك، تلك المرأة التي تحرك الدنيا بيمناها و تصبر وتتقي الله بقوة الرجال وبشخصيتها المصقولة المتربية على الفضائل تتحول إلى طفلة صغيرة بين يديك وتصيح ضعيفة لا حول لها ولا قوة معك، ألا يجدر بك أنت أيضا أن تطلب حناها وتبوح بضعفك إليها فهي أحرص الناس عليك كما ترجو حرصك عليها وعلى أحاسيسها العميقة.
المرأة تريد مرفأ تلجأ إليه إنسان تبوح إليه بكل شيئ دون تحفظ ودون خوف من “المعايرة” في يوم من الأيام، تريد أن تكون شفافة تماما وان لا يحول بينك وبينها أي حاجز، أن تكون صديقها، وركز على هذه فما أكثر الأزواج وما أقل الأصدقاء.
إنها تبحث عن رجل تثق به تستنير برأيه ناضج النفس والعقل يشاطرها أهداف هذه الحياة ويمضيان معا على الطريق عالمين بوعورة الطريق فيكونا أحرص اارفقاء على بعضهما.
إنها تبحث عن رجل تجد عنده في كل موضوع بينهما نبذة من العلم وطريقة واعية في التفكير فيظلان على تواصل دائم فلا يبيت نفور ولا تتأجل غضبة بل يتكاشفان دائما كي لا يكون للشيطان بينهما مكان.
إنها تبحث عن إنسان يتفهم قضايا التربية لجيل وجب عليه أن يحمل راية النصر وبالتالي لن تكون التربية عادية بل قائمة على النظرة المستقبلية وأهم دعائمها أن تتفقا معا على أسسها وسيرها مع إدراك آدم أهمية إبقاء الدفة في يد الأم لأنها هي المربية وليتنبه آدم إلى عدم إلقاء المسؤولية عليها وحدها تنصلا من التبعة بحجة قيادتها للدفة.