الرومانسية حالة راقية من حالات التعامل مع الدافع الجنسي، وهي أسلوب لا غنى عنه من أساليب التمهيد للعملية الجنسية أو حتى ممارستها .. إنها رؤية تسعى للتعامل مع الدافع الجنسي بشيء من التسامي والجمال، عبر إضفاء مشاعر رقيقة وجياشة تجعل الفعل الجنسي داعما لمشاعر الحب، ومعبرا عنها.. لا فعلا شهوانيا وحسب .
لكن هذه الرومانسية بكل رقتها وشفافيتها قد تتحول إلى مرض يهدد الممارسة الجنسية بين الزوجين .. إذا ما فاضت عن حدودها الطبيعية، وانحرفت عن مسارها.تطمح الرومانسية في الأدب والفن إلى تغليب العواطف والمشاعر الرقيقة على الواقع والعقل .. والشخص الرومانسي حين يلج عالم الجنس قد ينظر إلى جسد المرأة على أنه حالة من الجمال المتكامل والمثالي الذي لا يخدش.. إنه يرى المرأة عموما، وردة في مزهرية .. وينبغي لهذه الوردة ألا تخدش، ولهذا سوف يفاجئ مع بدء الممارسة العملية بالكثير من الأشياء التي تبدو منفرة من وجهة نظره.. ( تعرق جسد المرأة – الدورة الشهرية – نمو الشعر في أماكن غير مرغوب بها ) مما يجعله ينفر من ممارسة الجنس .. وهو ما يسمى في علم النفس ( البجماليونية )- نسبة إلى بجماليون – وهو انحراف يحول بين صاحبه وبين الاتصال الجنسي بحاجز وهمي.
والمرأة التي تنظر للرجل بمثل هذه الرومانسية الخيالية، أو النزعة البجماليونية، قد تفشل في تحقيق التواصل الجنسي المطلوب مع زوجها.. حين تكتشف عن قرب ما تعتبره عيوبا جسدية تجعلها تلك الصورة المثالية الخيالية التي ترسمها له تتهاوى وتتحطم.. وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالإثم تجاه الفعل الجنسي ، والنفور العام من العلاقة الجنسية استنادا إلى تربية طفولية خاطئة. وهكذا فالرومانسية بمقدار ما تكون حالة شعورية مطلوبة، بمقدار ما يمكنها أن تتحول إلى انحراف نفسي، يودي بصاحبه إلى حالة من البرود الجنسي .. إذا ما استسلم المرء لها استسلاما تاما، يقطع الصلة مع الواقع.. الأمر الذي يهدد رغبات الطرف الآخر بالحرمان، وواقعية الفعل الجنسي بالتلاشي .. ويحرم الحياة الزوجية من تذوق المتعه الحسية، التي تدعم استمرارها وتبث الدفء والحياة في مسارها .. وهو مسار له صلة بعالم البشر المعجون بالنقص .. لا الكمال.