إحسان عبد القدوس يحكي عن لمسة يد فتاته الاولى..ونجيب محفوظ يعترف أنه كان عربيداً قبل الزواج. عبدالله الطوخي شاهد شباب قريته يمارسون الجنس مع البهائم .. وسهيل إدريس يحكي عن شذوذ أبيه الجنسيّ.هل تريدون الصراحة؟ نحن لا نكف عن الكلام في الجنس.. على المقاهى في المدن وعلى النواصي في الريف.. في الحجرات الخاصة المغلقة وفي مكاتب الموظفين العامة، في اتوبيسات الفقراء المزدحمة وفي اتوبيسات الاثرياء المكثفة، في سهرات المساطيل التي تتصاعد فيها انفاس الحشيش والبانجو وفي جلسات المثقفين الذين يتعاطون الكلام في الفكر وفنون الغرام، الكل يتحدث عن الجنس، المتعة والعذاب- المرأة المثيرة والمرأة الباردة، الوضع المريح والوضع المرهق، رجال يروون لاصدقائهم تفاصيل لياليهم الحمراء، ونساء يعترفن بفحولة او خيبة رجالهن.. الكل يتحدث والكل يسمع ، وعندما تستوقفنا الاحداث الكبيرة، نطويها صفحة من كتاب حياتنا،ثم نمضى في ممارسة عاداتنا الاثيرة في تعاطي الجنس ممارسة وحديثا، حتى موتى قطار الصعيد، المنكوب لن يحصلوا منا الا على بعض كلمات وقراءة الفاتحة، وبعد ذلك سنعود الى القراءة في كتاب الجنس ورغم ان هذا صحيح لكننا لا نعترف به.. نخفيه ونعتبر التصريح به عيبا وكأنه رجس من عمل الشيطان، نلعن احسان عبد القدوس بسبب ما يشاع عن انه كاتب جنسي، ونشهر بايناس الدغيدى بسبب عرايا افلامها، ونعتبر كل من يكتب او يتحدث عن الجنس قليل الادب، رغم ان كل تفكيرنا فيه ولا نستطيع ان نقاوم مقالا او كتابا يتحدث عن العلاقة الخاصة بين الرجال والنساء، عدد كبير من ادبائنا الكبار كسروا الحاجز واعترفوا ببساطة عن اسرار حياتهم الجنسية.. البعض اشار على استحياء.. لكن منهم من القى بالقفاز في وجه الجميع وكتب دون حرج.. وهل تريدون الصراحة مرة اخرى بعد ان نقرأ هذه الاعترافات.. سنقول رغم اهتمامنا الشديد بما نقرأه.. ايه قلة الادب دي !؟
قد تتصور ان احسان عبد القدوس هو اكثر الادباء حديثا واعترافا عن حياته الجنسية الخاصة، لان الصورة المرسومة له عند الجميع انه رجل متحرر اكثر من اللازم، نساء رواياته يمارسن الجنس مع اي رجل وفي اي وقت ومكان، وبنات قصصه يبحثن عن الحرية بمعناها قبل اي معنى آخر، المفاجأة ان احسان عبد القدوس كان شيئا آخر تماما عن كل ما تعتقده او تظنه .
كان إحسان شخصية محافظة للغاية، لدرجة ان شخصيته تتناقض مع كتاباته، فالبيئة التي تربى فيها جعلت منه انسانا صعبا للغاية، فقد كان ملتزما بالمعنى الاجتماعي، فلم يكن يسمح لزوجته:لولا” بان تخرج من البيت بمفردها، وعندما يكون مسافرا يطلب منها الا تخرج، بل وترفض كل الدعوات التي توجه اليها مهما كانت، بل انه كان صعبا معها في موضوع الملابس، لدرجة انه كان يشترط عليها ان تكون ملابسها محتشمة لا تصف ولا تشف .
بلغ من محافظة احسان والتزامه ان امه السيدة روزا اليوسف ارسلت اخته اليه التي كانت اكثر تحررا كي يعاقبها بنفسه، فقد كانت اخته تركب “البسكلتة” مع ابن الجيران، فارادت والدته ان تضع حدا لشقاوتها مع ابن الجيران، فارسلتها الى اخيها لتعيش معه في العباسية .
هذا التكوين الاجتماعي منع احسان عبد القدوس من الاعتراف باسراره الخاصة، فلم يعترف الا بعلاقته النسائية الاولى يقول: الحب الاول في حياتي كان لبنت الجيران، كانت صديقة لابنة عمتي، وكان حبا اعتبره من ارقى وانظف واعمق انواع الحب الذي يجمع بين صبي وصبية، كان عمري وقتها 14 عاما، وهي 13 عاما، كان حبا قويا بالنسبة لي شخصيا، وكان لا يتجاوز انها تزور ابنة عمتي واجلس معها كما كانت التقاليد، كان شيئا راقيا في معناه، وكنت انتظرها على محطة الترام واركب معها لاوصلها الى مدرستها “السنية”.. ثم اعود على قدمي بعد ذلك الى مدرستي فؤاد الاول، وكل الذي كان يجمع بيني وبينها لا يعدو اكثر من ان امسك يديها وكان ذلك منتهى الرومانسية .
هذا المدخل يمكن ان نعتبره باردا لموضوع عن الاعترافات الجنسية لاشهر الادباء والكتاب العرب، لكنها كانت مهمة لنفض الاشتباك حول ما يثار عن احسان عبد القدوس، فالناس يظنونه كاتبا متحررا من كل التقاليد والاعراف الاجتماعية، مع انه ملكي اكثر من الملك، بل وتصلح نهايات ابطاله الذين يبغون الحرية للتدريس واخذ العظة والعبرة .
المفكر العربي الكبير ادوارد سعيد الذي ولد عام 1935 في القدس، ويعمل الآن بروفيسور شرف في اللغة الانجليزية والادب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك، اخرج حياته الشخصية في كتاب منحه اسم “خارج المكان”، يقدم الكتاب لسيرته الذاتية التي لم يحجب فيها اعترافه عن حياته الجنسية، حتى الخامسة عشرة من عمره، كان لا يزال متبتلا كليا ومعاشرته الجنسية للفتيات كانت معدومة، يقول ادوارد: لم تكن توجد مجلات جنسية او افلام فيديو اباحية متوافرة علنا بالنسبة لي، ثم ان المدارس التي ارتدتها في مصر والولايات المتحدة الى حين بلوغي السابعة عشرة والنصف كانت تولدن كل شيء وتنزع عنه كل صفة جنسية، وينطبق الامر نفسه على جامعة برينستون حيث درست الى حين بلوغي الحادية والعشرين .
كان الجنس ممنوعا لادوارد سعيد في كل مكان بما في ذلك الكتب ومع ذلك فقد تمكن من قراءة وصف يتضمن التفاصيل الوافية عن العملية الجنسية في مذكرات “ويلفرد ده سانت ماندي” يقول سعيد: صار ويلفرد واحدا من رفقاء مراهقتي الصامتين السريين، لكن اهلي كانوا قد ابعدوني عن كل ما من شأنه اثارة الغريزة الجنسية لدي، لكن حاجتي العارمة الى المعرفة والاختبار هي التي خرقت قيود الاهل، الى ان حدثت مواجهة علنية ما ازال ارتعد لذكراها بعد مضي ست واربعين سنة عليها .
دخل عليه ابوه وامه في غرفته بعد ظهر يوم احد قارس البرد في اواخر نوفمبر عام 1949، فتش ابوه في ملابسه وقال : انا وامك لاحظنا انك لم تستحلم وهذا يعني انك تعبث بجسدك، كان الوالدان قد حدثا ابنهما عن مخاطر العبث بالجسد، رغم ان اباه لم يكلمه ابدا عن ممارسة الحب الذي هو الجنس، كان ادوارد قد طرح سؤلا على ابيه عن كيفية ولادة الاطفال، فكان الجواب اقرب الى ترسيمه جاهزة،، يقول سعيد: ان حمل امي المتكرر وخصوصا انتفاخ بطنها بطريقة تنذر بالخطر خلاله، لم يسهم في الاجابة عن السؤال عن الحمل والوضع، كانت الاجابة كل مرة هي “كتبنا رسالة الى يسوع فبعث الينا بطفل”، اما ما قاله ابي بعد تحذيره الصارم من العبث بالجسد فكلمات شحيحة عن كيفية وضع الرجل “اعضاءه الحميمة”، في “الاعضاء الحميمة الخاصة بالمرأة”، فلا شيء عن النشوة او القذف او عن موضع تلك الاعضاء الحميمة من الجسم .
سأل ادوارد اباه ذات مرة: كيف يعلم المرء انه قد استحلم، فقال له بسرعة تعلم ذلك في الصباح، عاد ادوارد ليسأله وهل هو مثل (البيبي) فرد الاب للمرة الثانية نعم انه يشبه البول الى حد ما لكنه دبق اكثر من البول ويعلق على منامتك اي بيجامتك .
لم يتعرف ادوارد سعيد على الاستمناء بنفسه ولكنه شاهده صوتا وصورة يقول: كنت اتسكع في غرفة تبديل الثياب في نادي المعادي، وكنت بخجلي المعهود ادخل الى الغرفة لارتداء المايوه اقتحم الغرفة عصبة من الفتيان يكبرونني سنا، يرشحون ماء من السباحة يتقدمهم ايهاب، كان ثريا مطمئنا ومستقرا في مكانه، طلب منه اصدقاؤه ان يفعلها، قالوا له افعلها يا ايهاب، انزل الشاب سرواله واعتلى المقعد، وفيما هو يتلصص من فوق الجدار على منطقة التشمس حول حوض السباحة، بدأ يستمني، فالجميع كان يراقب ايهاب وهو يستمني ببطء الى ان قذف وببطء ايضا، مطلقا ضحكة مغرورة وكأنه فاز بكأس في مباراة رياضية .
واذا كان ادوارد سعيد قد تعرف على عالم الجنس من حواراته الدائمة مع ابيه، فان عبدالله الطوخي الكاتب الراحل الكبير تعرف على الجنس في طفولته بمفرده، فذات يوم من ايام الصيف في قريته التابعة لمدينة المنصورة، كانت القرية كلها ساكنة، هرب الاهالي من جبروت الشمس والحر يقول الطوخي: ظللت امشي وحدي، كنت حافيا، احسست بلسعة التراب في قدمي، لمحت احدى الاشجار الباسقة الملاصقة لاحدى الزرائب، ذهبت اليها وجلست على مصطبة الزريبة في ظلها، كان السكون يخيم على البلد، فلا صوت عصفور او يمامة او غراب، فجأة سمعت صوتا ادركت انه من داخل الزريبة، لم يكن صوتا، بل حركة وقدرت انها حركة اقدام بهائم، لكنها كانت حركة غريبة وغير عادية في ذات الوقت. نهض الطوخي من جلسته في حذر، ونظر الى داخل الزريبة، واذا بمنظر جعله يجري ويجري حتى صعد الجسر وبلغ نهر النيل وجلس في ظل شجرة، استرد انفاسه واسترجع المنظر، احد افراد القرية يمسك البقرة من خلفيتها وهو في شدة هياجه والبقرة لا تريد ان تستسلم له، يقول الطوخي، كان ممسوسا بالرغبة ومنهمكا في محاولة تحقيقها، فلم ير هذا الذي ينظر من الطاقة عليه، حمدا لله انه لم يرني، نجيب محفوظ رغم هدوئه الظاهر، فان اعترافه عن علاقاته النسائية وذكرياته الجنسية يثير الصخب، كانت نظرة نجيب محفوظ للمرأة جنسية بحتة يقول:عشت في العباسية اول قصة حب حقيقية في حياتي، وهي قصة غريبة ما زلت اشعر بالدهشة لغرابتها، كنت ايامها على اعتاب فترة المراهقة، وقبل ان ادخل هذه التجربة كانت علاقتي بالبنات لا تزيد على مداعبات تتجاوز الحد احيانا وكانت هذه التجاوزات البريئة تصطدم بالاحساس الديني، لدرجة انني كنت اتوجه الى الله يوميا، واعيش في عذاب مستمر من تأنيب الضمير
كانت الفتاة التي احبها نجيب تكبره سنا، كانت في العشرين من عمرها وهو في الثالثة عشرة من عمره، جذبه اليها بالاضافة الى جمالها انها كانت مختلفة عن كل البنات اللاتي عرفهن قبلها، فلم تكن فتاة تقليدية مثل بنات العباسية، بل كانت تميل الى الطابع الأوربي في مظهرها وتحركاتها .
ويعترف نجيب محفوظ ببساطة يقول:في الفترة التي سبقت زواجي عشت حياة عربدة كاملة، كنت من رواد دور البغاء الرسمية والسرية، ومن رواد الصالات والكباريهات، ومن يراني في ذلك الوقت لا يمكن ان يتصور ابدا ان شخصا يعيش مثل هذه الحياة المضطربة وتستطيع ان تصفه بانه حيوان جنسي، يمكن ان يعرف الحب والزواج، كانت نظرتي للمرأة في ذلك الحين جنسية بحتة، ليس فيها اي دور للعواطف او المشاعر، وان كان يشوبها احيانا شيء من الاحترام، ثم تطورت هذه النظرة واخذت في الاعتدال بعدما فكرت في الزواج والاستقرار. هذه الاعترافات تظل مهذبة، تسبح في العالم الجنسي للادباء وكبار الكتاب، لكنها لا تصرح بل تلمح، تفضح لكن دون تفاصيل، التفاصيل نجدها عند آخرين منهم، مثلا الكاتب والاديب رؤوف مسعد الذي ولد في السودان عام ..1937 ويستقر الآن في هولندا منذ العام 1990، في سيرته الذاتية التي اعطاها اسم “بيضة النعامة” صال وجال في ذكرياته الجنسية، في حكايته الاولى يقول: اسند الخادم مكنسته المصنوعة من زعف النخيل على الكرسي، ووقف خلف الولد الذي كان منحنيا، لم يحس به الولد، التصق الخادم زنقه بين فخديه واضعا يده على فمه يسده والاخرى ترفع جلابية الولد، هكذا حسم الخادم الموقف الذي كان يتنامى بينهما خلال اسبوع طويل من المطاردة، الخادم لا يتجاوز عمره السابعة عشرة، يعمل في البيت من حوالي اسبوعين، ام الولد مشغولة في ارجاء البيت الواسع وهي تحاول ان تضع الولد دائما تحت مراقبتها، ولكنه كان يهرب منها، تنادي عليه فلا يجيبها، كانت احيانا ترسل الخادم للبحث عنه، حينما يجده يتسلل اليه من الخلف ويحتضنه، احيانا كان الولد يرفضه ويخمش وجهه، احيانا اخرى كان يتجاهله فيظل الخادم يحتضنه ساحبا اياه ببطء باتجاه صوت الام المنادي، حينئذ يتركه ويراقب الموقف عن كثب هل سيشتكيه الولد الآن؟ لكن الولد لم يشكه ابدا، هنالك ذلك التواطؤ الصامت، بينهما .
هذا الاعتراف عن شذوذ الطفولة ينافس اعترافا آخر صاحبه هذه المرة سهيل ادريس صاحب مجلة الآداب البيروتية، ففي سيرة حياته التي كتبها تحت عنوان “ذكريات الادب والحب”، اعترف سهيل بشذوذ والده الجنسي، لقد اخذ البعض على سهيل هذا الاعتراف لكنه يقول: لقد اخذ علي البعض ما ذكرته عن سلوك ابي من شذوذ جنسي، ولكنهم لا يستطيعون ان يشعروا بما كنت اشعر به.. به شخصيا، حين كتبت ما كتبته، لم يكونوا ليشعروا بالخجل الذي عانيته من سلوك ابي، وهذا شيء انساني وطبيعي، ومن المفروض ان اتحدث عنه كما اشعر بالخجل من اي سلوك يكون فيه الكذب هو الطاغي والتزوير والتضليل .
نعود الى اعترافات صاحب بيضة النعامة مرة اخرى لنسمع الى سؤاله الذي يقول: هل يمكن السير في مظاهرة بدون ملاحظة ارداف من امامك من البنات؟ يقول: ثمة مظاهرة للاحتجاج على اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها انور السادات، سرنا جميعا باتجاه السفارة المصرية، المصريون الذي يعملون في العراق والطلاب الذين يدرسون هناك، رأيتها.. رأيت اولا الردفين وقد تكورا خلف البنطال الرمادي، كنت على بعد خطوات من مؤخرتها، فاقتربت اكثر لارى وجه صاحبة الردفين، انها يمامة التي تدرس في كلية الطب، اعرف والدها على خفيف، سألت نفسي مؤنبا لماذا لم اهتم بها من قبل، الردفان يقبلان ويدبران يتلاطمان ويتراعشان، قلت لنفسي لو لم تكن تمتلك يمامة شيئا سواهما لشفعا لها .
هذا الوصف غير البرىء لملامح انثى ناضجة فوارة يقود رؤوف مسعد من بغداد الى القاهرة يقول: في بدروم صغير في حي جاردن سيتي في القاهرة وفي سنتي الجامعية الاولى وفي الشقة التي يسكن فيها اصدقائي الطلاب السودانيون، سألت المرأة التي قصدناها من شارع قصر العيني والتي كانت في منتصف العمر خلاص؟ فاجابت:طبعا هي شغلانة؟ ارتدي ثيابي وكنت ما ازال مشغولا بالسؤال الابدي الذكوري: هل انا رجل بما فيه الكفاية؟ وما هو التكنيك الصحيح الذي يسعد المرأة؟ وهل للحجم علاقة بكل ذلك؟ اجلس في الصالة ادخن سيجارة بينما يلغط الآخرون ويضحكون بتوتر، اسير الى ميدان التحرير ، استقل الباص الي شقتنا في الضاهر، اختي الكبرى تسألني مستريبة كنت فين، فاتلعثم، تقول دون ان تنظر الى، ريحتك غريبة اذهب الى الحمام، ادعك جسدي بالليفة والصابونة .
نصل الى المحطة الاخيرة الاكثر شراسة وسخونة واثارة وفضيحة، تلك هي محطة محمد شكري، الكاتب المغربي صاحب رواية الخبز الحافي التي صدت لاول مرة باللغة الانجليزية عام 1973، الفصل الثالث من الرواية ليس اعترافا مكشوفا عن عالم شكري الجنسي، ولكنه اعتراف يصل الى حدود الفضح، يصف فيه شكري لقاءاته الجنسية الاولى وصفا كاملا، يحكي عن المرأة الاولى التي اختبر معها رجولته يقول: انتقلنا الى حي الطرانكات، اعين امي في بيع الخضر والفواكه، انادي بصوت صاخب على المشترين بالاسبانية، كل مساء آخذ لنفسي دون علم امي النقود لشراء معجون الحشيش والكيف والجلوس في المقهى، والدخول الى السينما، التقيت صديقي التفرسيتي عند حافة جبل درسة واتفقنا ان نذهب الى الماخور .
في الماخور ابتسمت لهما المرأة الاحرودة التي تعتبر في عرف المراهقين معلمة في النكاح، تفحصا وجهها الذي كان يلمع بالمساحيق وعيناها مكحلتان، يقول شكري: نظر الي رفيقي فاكدت للمرأة اننا لم نشرب كثيرا، فقط نحن مرحان ونريد ان ننعس معها كما فعل رفاقنا في الحي، ظلت تفحصنا بنظرات باسمة ونحن نخاف ان ترفضنا قالت لنا:طيب من سيبدأ الاول؟ نظرت الى رفيقي قال:ارجوك ادخل معها انت الاول، طلبت مني ان ادفع لها المال مقدما.. لم اتردد هي تبيع جسدها ونحن نشتريه، اخذت تتعرى والسيجارة في فمها، دخانها يجعل عينيها ناعستين. شفتاها شهوانيتان حمراوان قالت لي: افتح فمك .
فتح محمد شكري فمه، كان خائفا منها، وضعت سيجارتها في فمه المفتوح، ادارت له ظهرها، فك لها رافعة صدرها متأملا بشهوة الزغب الخفيف عند منبت ظهرها، استدارت وواجهته باسمة رافعة نهديها بيديها، استعادت سيجارتها الى فمها، وابتسم لها خوفا من جسدها، وسط هذا الجو المتوتر يقول شكري: افك ازرار بنطالي باضطراب قلبي يخفق بعنف، هذه المرأة ستتركني ادخل في لحمها كما تدخل السكين في اللحم، ساجرح لها فرجها .
اعترافات محمد شكري تظل هي الاكثر صراحة وفضحا وايلاما من الآخرين، ليس لانه اشجع منهم، ولا اكثر قيمة ادبية او ثقافية، فهو لم يتعلم القراءة والكتابة حتى العشرين من عمره، ولم تكن حياته التي قضاها في الجنس بالطول والعرض تعبيرا عن فكرة، بقدر ما كانت تعبيرا عن القهر الذي عاشه في ظل اب يكره اولاده، فقد قتل الاب العابث احد ابنائه في لحظة غضب، ظل محمد شكري شريرا في ازقة مظلمة وخطرة بحثا عن قليل من الطعام او زاوية لينام فيها، هذه التجربة الحياتية القاسية قادته للتعرف على دنيا السارقين والمدمنين للخمر، ولذلك كان طبيعيا ان يفضح نفسه قبل ان يفضح مجتمعه، ولما كان هذا المجتمع لا يخاف الا من الفضيحة الجنسية فقد ضربه على رأسه بالحذاء وأخرج له لسانه، ليقول له ” طز فيك!”