في العديد من البلدان التي تعاني من أزمة في وسائل المواصلات، وازدحاما شعبيا كثيفا على استخدام وسائل النقل الجماعي، تكثر حوادث التحرش الجنسي داخل وسائل المواصلات هذه، ويقع المراهقين على وجه الخصوص، ضحايا لعمليات التحرش تلك.
روى شاب يعاني من الشذوذ الجنسي، أنه كان يستقل حافلة نقل عامة، للذهاب إلى بيت جده، حين تنبه فجأة إلى رجل قوي وضخم كان يقترب منه كلما اشتد الازدحام،حتى التصق به، وبدأ يتحسسه بحذر، وعندما خجل الشاب من الاعتراض، بدأ ذلك الرجل يحتك في مؤخرته.يقول الشاب: كنت في بداية الخامسة عشرة من العمر، وكانت هذه أول خبرة جنسية بالنسبة لي، لقد شعرت بالضيق والانقباض في البداية، لكن شيئا فشيئا، لاحظت أن الانتصاب بدأ يحدث رغما عني، وقد تجاسر ذلك الرجل واخذ يداعب قضيبي المنتصب فوق البنطال، ورغم أنني حاولت مقاومته وسط الازدحام، وبقيت على نفوري العام منه، إلا أنني حين أتعرض لمسألة شذوذي فإن هذه الحادثة تقفز إلى الذاكرة بقوة، مع حوادث أخرى كان مسرحها وسائل المواصلات المزدحمة، وكنت فيها أكثر تجاوبا فيما بعد، وأكثر انسياقا وراء غرائزي التي تأصلت على ذلك النحو المؤلم كما يبدو لي الآن!
إن وسائط النقل العامة المزدحمة، تتيح للمنحرفين والشاذين، فرصة ممتازة للبحث عن ضحايا، فهم يسفيدون من الكم الكبير من الشبان الذين يستقلون هذه الوسائل، ومن أسعارها الزهيدة، ومن حالة الازدحام التي تجعل المبادرة، والتحرش أمرا محاطا بالسواتر البشرية، وأمرا قابلا لادعاء الخطأ في حال انكشاف الأمر، واحتجاج الطرف الاخر.
وربما كانت بعض النساء ضحايا للتحرش الجنسي في وسائل المواصلات لكن يبقى ذلك أمرا نادرا، لأن المرأة عموما، لا تقبل أن تحشر وسط الازدحام البشري، لأن ذلك مدعاة للشبهة على الفور.
ومن هنا، وجب على الأهل، ألا يتركوا أولادهم في سن المراهقة، يستقلون وسائط النقل العامة بمفردهم، وخصوصا في أوقات الذروة التي يكثر فيها الازدحام، كما ينبغي عدم الركون لحصانة أبنائنا الأخلاقية والتربوية وحسب، فمهما كانت التربية منيعة، فإن الحذر من مواطن الشبهات، أمر هام وخصوصا حين يتعلق الأمر بالجنس ومخاطره ومحاذيره!